فصل: تفسير الآيات (51- 54):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (51- 54):

{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54)}
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث} قال: النفخة الأخيرة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {فإذا هم من الأجداث} يعني من القبور {إلى ربهم ينسلون} قال: يخرجون.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه، مثله.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {من الأجداث} قال: القبور قال: هل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول عبد الله بن رواحة:
حيناً يقولون اذ مروا على جدثي ** أرشده يا رب من غاز وقد رشدا

قال أخبرني عن قوله: {إلى ربهم ينسلون} قال: النسل المشي الخبب قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت نابغة بن جعدة وهو يقول:
عملان الذنب أمشي فاريا ** يرد الليل عليه فنسل

وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن علي رضي الله عنه أنه قرأ {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا}.
وأخرج ابن الأنباري عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: ينامون نومة قبل البعث، فيجدون لذلك راحة فيقولون {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا}.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه في قوله: {من بعثنا من مرقدنا} قال: ينامون قبل البعث نومة.
وأخرج هناد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن مجاهد قال: للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم قبل يوم القيامة، فإذا صيح بأهل القبور يقول الكافر {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا} فيقول المؤمن إلى جنبه {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون}.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: يقول المشركون {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا} فيقول المؤمن {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون}.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا} قال: أولها للكفار، وآخرها للمسلمين. قال الكفار {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا} وقال المسلمون {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون}.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه في الآية قال: كانوا يرون أن العذاب يخفف عنهم ما بين النفختين، فلما كانت النفخة الثانية، قالوا: {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا}.
وأخرج ابن أبي حاتم رضي الله عنه في الآية قال: ينامون قبل البعث نومة، فإذا بعثوا قال الكفار {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا} قال: فتجيبهم الملائكة {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون}.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فإذا هم جميع لدينا محضرون} قال: عند الحساب.

.تفسير الآيات (55- 56):

{إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56)}
أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} قال: يعجبون.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} قال: شغلهم النعيم عما فيه أهل النار من العذاب.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {في شغل فاكهون} قال: في افتضاض الأبكار.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} قال: شغلهم افتضاض العذارى.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وقتادة، مثله.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن المؤمن كلما أراد زوجة وجدها عذراء.
وأخرج البزار والطبراني في الصغير وأبو الشيخ في العظمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكاراً».
وأخرج المقدسي في صفة الجنة عن أبي هريرة رضي الله عنه «عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سئل أنطؤ في الجنة؟ قال: نعم. والذي نفسي بيده دحماً دحماً، فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكراً».
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {في شغل فاكهون} قال: ضرب الأوتار قال أبو حاتم: هذا خطأ من السمع إنما هو افتضاض الأبكار.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وأزواجهم} قال: حلائلهم.

.تفسير الآية رقم (57):

{لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57)}
وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة بسند جيد عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الشراب من شراب الجنة، فيجيء إليه الابريق، فيقع في يده، فيشرب، فيعود إلى مكانه.

.تفسير الآية رقم (58):

{سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58)}
أخرج ابن ماجة وابن أبي الدنيا في صفة الجنة والبزار وابن أبي حاتم والآجري في الرؤية وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بينا أهل الجنة في نعيمهم، إذ سطع لهم نور، فرفعوا رؤوسهم، فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال السلام عليكم يا أهل الجنة. وذلك قول الله: {سلام قولا من رب رحيم} قال: فينظر إليهم، وينظرون إليه، فلا يلتفتوا إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم، ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم».
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {سلام قولاً من رب رحيم} قال: فإن الله هو يسلم عليهم.
وأخرج ابن جرير عن البراء رضي الله عنه في قوله: {سلام قولاً من رب رحيم} قال: يسلم عليهم عند الموت.
وأخرج ابن جرير وأبو نصر السجزي في الابانة عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه في قوله: {سلام قولاً من رب رحيم} قال: يأتيهم تبارك وتعالى في درجاتهم، فيسلم عليهم، فيردون عليه السلام، فيقول: «سلوني فيقولون: ما نسألك؟ وعزتك وجلالك لو أنك قسمت علينا رزق الثقلين الجن والانس لأطعمناهم، ولأسقيناهم، ولألبسناهم، ولأخدمناهم، ولا ينقصنا ذلك شيئاً. فيقول: إن لدي مزيداً، فيقول ذلك بأهل كل درجة حتى ينتهي، ثم يأتيهم التحف من الله تحمله إليهم الملائكة».

.تفسير الآية رقم (59):

{وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59)}
أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس على تل رفيع، ثم نادى مناد: امتازوا اليوم أيها المجرمون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن رواد بن الجراح رضي الله عنه في الآية قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أن ميزوا المسلمين من المجرمين، إلا صاحب الأهواء. يعني يترك صاحب الهوى مع المجرمين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} فرق، وبكى، وقال: ما سمع الناس قط بنعت أشد منه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} قال: عزلوا عن كل خير.

.تفسير الآيات (60- 64):

{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64)}
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {ألم أعهد إليكم} يقول: ألم أنهكم؟
وأخرج ابن المنذر عن مكحول رضي الله عنه في قوله: {أن لا تعبدوا الشيطان} قال: إنما عبادته طاعته.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {جبلاً كثيراً} قال: خلقاً كثيراً.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {جبلاً كثيراً} بكسر الجيم مثقلة اللام {أفلم يكونوا يعقلون} بالياء.
وأخرج عبد بن حميد عن هذيل رضي الله عنه أنه قرأ {جبلاً كثيراً} مخففة.
وأخرج الحاكم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {ولقد أضل منكم جبلاً} مخففة.

.تفسير الآية رقم (65):

{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65)}
أخرج أحمد ومسلم والنسائي وابن أبي الدنيا في التوبة واللفظ له وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس رضي الله عنه في قوله: {اليوم نختم على أفواههم} قال: «كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه قال: أتدرون ممن ضحكت؟ قلنا: لا يا رسول الله قال: من مخاطبة العبد ربه فيقول: يا رب ألم تجرني من الظلم؟ فيقول: بلى. فيقول: إني لا أجيز عليَّ إلا شاهداً مني فيقول: كفى بنفسك عليك شهيداً، وبالكرام الكاتبين شهوداً، فيختم على فيه ويقال لأركانه: انطقي، فتنطق بأعماله، ثم يخلى بينه وبين الكلام، فيقول بعداً لكن وسحقاً، فعنكن كنت أناضل».
وأخرج مسلم والترمذي وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يلقى العبد ربه فيقول الله: أي قل ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والابل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى أي رب فيقول: أفطنت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني. ثم يلقى الثاني، فيقول: مثل ذلك. ثم يلقى الثالث فيقول له: مثل ذلك فيقول: آمنت بك، وبكتابك، وبرسولك، وصليت، وصمت، وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع، فيقول: ألا نبعث شاهدنا عليك؟ فيفكر في نفسه من الذي يشهد عليَّ، فيختم على فيه، ويقال لفخذه: انطقي. فتنطق فخذه، ولحمه، وعظامه. بعمله ما كان ذلك يعذر من نفسه، وذلك بسخط الله عليه».
وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه؛ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول عظم من الإِنسان يتكلم يوم يختم على الأفواه. فخذه من الرجل الشمال».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: يدعى المؤمن للحساب يوم القيامة، فيعرض عليه ربه عمله، فيما بينه وبينه، ليعترف فيقول: أي رب عملت.. عملت.. عملت، فيغفر الله له ذنوبه، ويستره منها قال: فما على الأرض خليقة يرى من تلك الذنوب شيئاً، وتبدو حسناته فودَّ أن الناس كلهم يرونها. ويدعى الكافر والمنافق للحساب، فيعرض ربه عليه عمله، فيجحد ويقول: أي رب وعزتك لقد كتب عليّ هذا الملك ما لم أعمل، فيقول له الملك: أما عملت كذا، في يوم كذا، في مكان كذا؟ فيقول: لا وعزتك. أي رب ما عملته، فإذا فعل ذلك ختم على فيه، فأني أحسب أول ما ينطق منه لفخذه اليمنى، ثم تلا {اليوم نختم على أفواههم...}.
وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن بسرة وكانت من المهاجرات قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكن بالتسبيح، والتهليل، والتقديس، ولا تغفلن واعقدن بالأنامل، فإنهن مسؤولات ومستنطقات».
وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه قال: يقال للرجل يوم القيامة: عملت كذا وكذا.. فيقول: ما عملته. فيختم على فيه، وتنطق جوارحه، فيقول لجوارحه: أبعدكن الله، ما خاصمت إلا فيكن.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أسماء بن عبيد رضي الله عنه قال: يؤتى بابن آدم يوم القيامة ومعه جبل من صحف لكل ساعة صحيفة، فيقول الفاجر: وعزتك لقد كتبوا عليّ ما لم أعمل، فعند ذلك يختم على أفواههم، ويؤذن لجوارحهم في الكلام، فيكون أول ما يتكلم من جوارح ابن آدم فخذه اليسرى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {نختم على أفواههم} قال: فلا يتكلمون.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: كانت خصومات وكلام، وكان هذا آخره أن ختم على أفواههم.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال: أول ما ينطق من الإِنسان فخذه اليمنى.